منتديات ابوسبيتان الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ابوسبيتان الاسلامية

هذا المنتدى لخدمة الاسلام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدفاع المدني والدين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 17/10/2007

الدفاع المدني والدين Empty
مُساهمةموضوع: الدفاع المدني والدين   الدفاع المدني والدين Icon_minitimeالأربعاء يناير 02, 2008 8:32 pm

الدفاع المدني جهاز وكيان معروف ، لا يجهل أحد فائدته وأهميته، وشدة الحاجة إليه،نستعين به بعد الله إذا اشتعلت الحرائق ليطفئها، ويبادر إلى منع انتشارها والتهامها للأخضر واليابس، ويتخذ لذلك الوسائل المناسبة لحجم الحريق، وليس ذلك فحسب، بل نستعين به بعد الله تعالى إذا جاءت سيول جارفة أو حصلت انهيارات أو غير ذلك، ليقوم بالإنقاذ، ويرسل فرق التفتيش والبحث.
ولننتقل إلى صورة أخرى أعظم وأكثر دقة فإن الدفاع المدني لا يعمل في إطفاء الحرائق فحسب بل يعمل على إيجاد وسائل تساعد على مكافحة هذه الحرائق، فكل بناء تجاري يقام، لا بد أن يجيزه الدفاع المدني ويتأكد من توفر شروط الأمن والسلامة فيه، كمخارج الطوارئ وطفايات الحريق اليدوية والإلكترونية وأجهزة الإنذار الالكترونية المباشرة التي تطلق صفارتها عند وجود أدنى ارتفاع في الحرارة أو وجود للدخان، لماذا كل هذا؟ لأمرين أساسيين:
* الأمر الأول: الوقاية من وقوع الكوارث من الحرائق وغيرها .
* والأمر الثاني: سرعة المبادرة إلى الإطفاء والمواجهة قبل أن تتحرك سيارات الإطفاء .
تلك الحرائق المحتملة التي نسعى لتفاديها، وتلك الكوارث التي نتحاشاها ونعد لها هذا الجهاز الضخم، ونوفر له الآليات والإمكانات والانتشار الواسع لأجل الوقاية من أضرار دنيوية، لكن الحريق اليوم يلتهم الإيمان والعقيدة، و تبدأ صغيرة "ومعظم النار من مستصغر الشرر" .
يصنف تحت مظلة الإرهاب التي صنعت لتخفي معاول الهدم لأركان الإسلام وقيمه ومبادئه، فالمسلم إرهابي إما فكريا وإما ثقافيا، وإما عسكريا وقتاليا إلى آخر هذه الموجات .
بماذا ينادون، وأي شيء يطلبون ؟
ينادون بوحدة الأديان، فكل الأديان السماوية المحرفة صحيحة ثابتة– بزعمهم - جاء بها رسل الله، كأن لا شيء هناك من حق أو باطل، كأنا لا نقرأ القرآن وهو يخبرنا عما وقع من أهل الكتاب في كتبهم، { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ } [ المائدة : 13 ] ، ويقول الحق جل وعلا : { وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } [ آل عمران : 187 ] ويخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى صحفا في يدي ابن الخطاب ، فقال غاضباً : ( أمتهوكون فيها يا بن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ) ونحن الأولى بالرسل والأنبياء لأننا نؤمن بهم جميعا، ألم يقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأى ما رأى من صيام اليهود في المدينة قال: ( فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ) [ صحيح البخاري : ج 7 / ص 127 ] .
أليس ديننا كذلك هو الذي يبين لنا هذه الحقائق وأصول هذه الديانات، غير أننا نعرف تحريفها وانحرافها.[/size]
الولاء والبراء:
وهي قضية أخرى، شبت النار فيها حتى كادت أن تأتي عليها وأصبح ذكرها من الأمور العظيمة الخطيرة التي يهابها كثير من الناس، ويظنون أن ذكرها يفضي إلى شيء من الخطورة والتعرض للهلاك، قضية الولاء والبراء، الحب في الله، والبغض في الله، بغض الكفر لأنه مناقض للإيمان، وبغض المعصية والفساد والإفساد لمناقضتها للطاعة ولأنه لا يحق ولا يليق بأهل الإيمان والإسلام، بل وحتى بالإنسانية وأهل المبادئ والأخلاق الإنسانية الفاضلة.
صار الولاء والبراء جريمة وتهمة، حتى وصفنا جميعا بأننا نكره الخلق كلهم، ونريد أن نبيدهم، وأن نقتلهم وكأنه لا وجود للتاريخ الماضي ولا للواقع الحاضر، ألم يعش كل أبناء هذه الديانات في ظلال حكم الإسلام وخلافة الإسلام قرونا متطاولة، ينعمون فيها بالأمن والرخاء ويتاجرون ويكتسبون ويعيشون ضمن أحكام الشريعة الإسلامية التي حددت حقوقهم وواجباتهم، ألا يوجد غير المسلمين اليوم في كل ديار الإسلام ويعاملون معاملة حسنة، بل وربما يبالغ الناس في تقديرهم وإحترامهم، ألسنا نحن أهل القرآن الذين يخاطبنا الله عز وجل فيهم فيقول: { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } [ العنكبوت : 46 ] ويدعونا إلى أسلوب الدعوة والبيان في قوله جل وعلا : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ النحل : 125 ] ألسنا نحن الذين نطبق قول الله جل وعلا : { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ } [ التوبة : 6 ]
أليس سيدنا عليه الصلاة والسلام، هو الذي قال لكفار مكة: ( اذهبوا فأنتم الطلقاء).
أليس هو الذي أطلق الذين وقعوا تحت يده يوم ثقيف ويوم الطائف، ألسنا نحن الذين فتحوا البلاد كلها ثم جعلوا للناس حرية الدين والاعتقاد، لم يكرهوا أحدا على أن يخرج من دينه ويدخل الإسلام بالقوة والإكراه، ولذا عندما دخل الناس في دين الله أفواجا لم تسجل صفحات التاريخ أنهم رجعوا عنه أو ارتدوا منه، إلا نزرا يسيرا وأعدادا قليلة لا تذكرفلماذ نتوارى اليوم خجلا من هذه المسألة التي فيها آيات منزلة لن يستطيع أحد ولا أهل الأرض كلهم، لو اجتمعوا أن يزيلوها : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [ المائدة : 57 ]
وآيات أخرى كثيرة، وأحاديث للمصطفى صلى الله عليه وسلم ، يخبرنا عن مكانة هذا في ديننا واعتقادنا فيقول: ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) .
ويقول: ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار ) .
أين ذهبوا بهذه الآيات والأحاديث ؟ أين دفاعنا الديني الذي يطفئ هذه الحرائق بل ويمنعها قبل وقوعها ؟
الأخوة الإيمانية:
الأخوة الإيمانية والوحدة الإسلامية، فريضة غائبة منسية، ليس في الناحية السياسية والجغرافية فحسب، بل حتى في العاطفة القلبية.
ما صلتنا بما يجري لشعب فلسطين؟ إنه شعب آخر في بلد آخر، هو الذي يدير شأنه وهو الذي يعتني بقضيته، حتى تقطعت أوصال الأمة وتحجرت مشاعرها، فرغم ما يقع في فلسطين من حصار وتجويع وتركيع، وإجرام وعدوان، نرى في المقابل دعوات لقاء وسلام ومفاوضات وغير ذلك حتى أتينا على أساس عظيم من أسس ديننا يوم جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان الفارسي وصهيب الرومي وعمر العدوي وأبو بكر التيمي، وجاء بكل هذه الأجناس، لتكون بعد ذلك شيئا واحدا، مسلمون عباد لله عز وجل، ومنّ الله سبحانه على رسوله بذلك، ودعانا نحن معاشر المسلمين إلى ذلك { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً } [ آل عمران : 103 ] وقصر علاقتنا وصلتنا بالمسلمين المؤمنين في كل مكان على الأخوة، في إيجاز بليغ معجز في قوله: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [ الحجرات : 10 ] فكيف بلغ أعداؤنا منا هذا المبلغ، فأين أخوتنا الإيمانية وأين دفاعنا الديني .
الهجوم على المناهج التعليمة الدينية:
إنها جريمة يتزعمها أدعياء الحرية الذين احتلوا بلاد الناس وقتلوهم وسرقوا ثرواتهم، وجابوا البلاد شرقا وغربا وهم يحملون الأسرى ويعذبونهم بغير مراعاة لقوانينهم، ولا للقوانين الدولية التي يؤمنون بها ويطلبون من الناس أن يذعنوا لها، ما المقصود بالمناهج الدينية؟ ليس الأمر في كلمة أو كلمتين، إنه البنيان يجتث من جذوره، ويحطم فوق رؤوس أهله، يستكثرون علينا ما ندرسه من مواد ونتعلمه من أمور ديننا، يريدوننا أن ندرس مادة واحدة فقط، اسمها ثقافة إسلامية أو دينية ، يقرأها من هو على غير ملتنا ومن هو معاد لنا، ثم يقدم تقريره ليقول إننا مدانون، وإننا إرهابيون، وإن مناهجنا تصدر الكراهية والعدوان، ولست أدري أي بلد في العالم جيوشه في خمس أو ست أو عشر دول تضرب هنا وتحتل هنا وتقتل هنا، وتعتقل هنا، ثم يقال إننا نحن معاشر المسلمين الذين نصدر الكراهية والإرهاب، وليس عندنا طائرات قاذفة ولا أسلحة نووية، ولا قنابل عنقودية، كيف نصنع هذا لست أدري؟ كيف يقولون هذا ويصدقه كثير من أبناء جلدتنا ويرددونه يريدوننا كالغرب لا مكان للدين في حياتهم فهم غير مكترثين به، واقعهم يحكي ذلك، وهم الذين اختاروا ذلك لأنفسهم، فلا يحتكمون لدينهم ولا يمارسونه في حياتهم لا يحتكمون إليه في قضائهم لا يعتنون به في مناهجهم، لا يعلمونه لأبنائهم، هم أحرار في ذلك، لكن ليس لهم الحق في أن يكون الجميع مثلهم، أو أن يختاروا لنا وأن يصححوا لنا، حتى يعطونا صكوك البراءة من الإرهاب، وأننا من الناس الأخيار الأبرار الأطهار، أو من الناس المنحرفين الأشرار .
كيف يقبل مسلم على نفسه ذلك؟ وكيف تقبل الأمة ذلك؟ ولماذا لم نستدع أجهزتنا الدفاعية ، أين من يطفئ هذه الحرائق ؟
أين من يستدعي أجهزة الدفاع الديني، لماذا يستدعي الناس الدفاع المدني ليطفئ حريقا صغيراً في متجر أو في بيت أو في شارع، ولا يستنفرون الدفاع الديني ليطفئوا الحرائق التي تغزو قلوبهم وتستهدف إيمانهم وتلتهم إسلامهم وتأتي على أخلاقهم وعقائدهم وسلوكياتهم !.
الهجوم على حلق التحفيظ والمراكز الصيفية ومراكز الأحياء:
على مدار العام ، توجد كثير من المناشط في هذه البلاد الخيرة، دورات وحلقات لحفظ القرآن ، والمراجعة المتأنية، والتعلم لأحكام التجويد، والتأدب بآداب القرآن، ومراكز صيفية تضيف إلى بعض تلك المحاضرات كثيرا من برامج التأهيل على الحاسوب وفي المهارات والتدريب في المجالات المختلفة، وأنشطة أخرى في مراكز الأحياء، تدعو الناس للتآلف والصلة الاجتماعية، والتعاون على إصلاح ذات البين والسعي لسد أبواب الفساد والشر، والتنادي لتبني المشروعات التي تعالج الفقر، وتعالج بعض ما قد يحصل من المشكلات هذه المناشط هي في نظر أعدائنا وأذنابهم من أبناء جلدتنا أوكار لتفريخ الإرهاب، والخلل الفكري الذي ينشأ عليه الشباب، وغير ذلك من التهم المعلبة الجاهزة .
إن هذه الحرائق تكاد تحيط بالمجتمع من كل جانب ويكاد حريقها يصل إلى كل بيت في عالمنا الإسلامي ، كالشمس التي تشرق فيكون لها في كل موقع أثر ونور وحرارة.
قضية المرأة:
قضية المرأة وحريتها وعملها ومشاركتها وخروجها وما نسمع عنه صباح مساء في عالمنا كله وفي ديار المسلمين كلها، التي وصل الحال ببعضها أنك لا ترى فرقا بينها وبين دول الكفر في أمور حياتها العامة وفي أوضاع نسائها وفيما هو قائم فيها من المؤسسات أو الممارسات المحرمة قطعا بنص كتاب الله عز وجل.
أفلا يستدعي كل هذا أن نفكر في الدفاع الديني كما نفكر في الدفاع المدني، أليس في كل حي ورقعة جغرافية مركز للدفاع المدني، ليقوم بمهمته، أليس هناك كما قلت شروط مسبقة .
ما هو دورنا ؟!
ولعلنا نتساءل الآن عن الدفاع الديني : أين هي فرق الإنقاذ ؟ من الذي سيتحرك ليطفئ هذه الحرائق، وقبل ذلك، ما دورنا نحن في إطفاء هذه الحرائق، لماذا أسأل عن دورنا ؟
لأن الحريق مشتعل في بيتي، فإذا تقاعس الدفاع المدني ولم يأت إلى بيتي ويطفئ الحريق، هل انتظر وأحمله المسؤولية؟ أم أبذل جهدي لأن النار بجواري وحرارتها في وجهي ولأنها تلتهم أثاث بيتي وقد يكون من ضحاياها أبنائي أو زوجتي أو بناتي، ألست معنيا بأن تكون عندي طفايات للحريق؟ وأن يكون عندي من التحصينات ما يمنع وصول الحرائق إلى بيتي أو يطفئ كل حريق عند مبدئه.
وتساؤل آخر: من سيقوم بمهمة الوقاية والاحتياط والشروط والضوابط التي ينبغي أن نضعها في البيوت والمتاجر والشوارع، لنأمن من أسباب الكوارث الدينية كما نؤمن أنفسنا من أسباب الكوارث الدنيوية ؟
علينا أن نشعر حقيقة أن في بيوتنا ناراً مشتعلة أو قد تشتعل في كل وقت وآن، و أن نحرص على الوقاية والأخذ بأسباب السلامة والاحتياط.
[size=16]الدفاع الديني مسؤولية من ؟
الدفاع الديني مسؤولية ولاة الأمر من الحكام والعلماء بالدرجة الأولى، لأن هذا واجبهم الأول وهذه الأمانة العظمى في أعناقهم، لئن قال الفاروق عمر: " لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها " فما بالنا يعثر بالمئات ومئات الآلاف بل والملايين من شباب وشابات المسلمين في الشبهات والشهوات التي تثار من خلال قنوات الإفساد ومواقعه المرخصة وغير المرخصة، أليس ذلك كله في أعناق من شرعه ومن رضي به ومن أقره ومن دافع عنه، أليس كل ضال أو منحرف يعود جزء من إثمه إلى الذي مكنه من ذلك أو دعاه إليه أو هيأ له أسبابه، ألا يخشى الناس وقوفهم بين يدي الله عز وجل، وعلماء الأمة ودعاتها كذلك يقومون بدور عظيم وعليهم واجب جسيم، ومن هنا نفقه ما كان يأتينا في كتاب ربنا { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } ألم يأت سيد الخلق صلى الله عليه وسلم في مكة في أول دعوته ونادى بطون قريش حتى إذا اجتمعوا على الصفا قال: ( هل جربتم علي كذبا، قالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن جيشا ببطن هذا الوادي يغير عليكم أكنتم مصدقي، قالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب أليم ).
وواجب العلماء والدعاة أن ينذِروا وينبهوا أمة الإسلام كلها إلى الخطر المحدق بها، وأن يدعوا بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يرسلوا الرسائل التي تبين الخطر وتبين الواجب تجاه ذلك.
الدفاع الديني مسؤولية الآباء: فالله تعالى يقول: { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناسُ الحجارة } فكل واحد منا حاكم في بيته، فأين دوره، وكيف يقبل أن تنبعث كتل النار المحرقة من القنوات الفضائية وتصيب ابنه وتحرق ابنته، وهو غافل لا يرى أثر ذلك في ضعف الإيمان وانحلال الأخلاق وبوادر الانحراف؟ حتى يصل الأمر في بعض الأحيان إلى ارتكاب المحرمات أو تعاطي المخدرات أو الوقوع في الفواحش والكبائر العظمى نسأل الله عز وجل السلامة.
واجبنا أن نحفظ إيماننا وأخلاقنا وأبناءنا ونتعلم ونعلم أبناءنا مبادئ الإسلام ولنعلم أنه لا بقاء لنا في عالمنا اليوم ولا نجاة لنا في الوقوف بين يدي ربنا إلا أن نستمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم : ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي ) ، وقال عليه الصلاة والسلام: ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ ) . وما أجمل هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم ، ما أجمل هذا التشبيه بالتشبث (عضوا عليها بالنواجذ) !
نسأل الله عز وجل أن يردنا إلى دينه ردا جميلا وأن يحفظ لأمتنا دينها وعقيدتها ومبادئها وأخلاقها وأن يجعلنا جميعا بكتاب الله مستمسكين وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم معتصمين ولآثار السلف الصالح مقتفين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sbietan.yoo7.com
 
الدفاع المدني والدين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابوسبيتان الاسلامية :: منتدى الاسلامي-
انتقل الى: